بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الجامع (4)

شرح: المحرر - كتاب الجامع (4)

الشيخ: عبد الكريم الخضير

جاءه شخص مفتري ليس عنده أدنى بينة، قال: في ذمة فلان عنده مليون ريال، يا الله القاضي، الطرف الثاني عنده استعداد يقول: هذه عشرة آلاف وريحنا من المحكمة، وهو ما له حق أصلاً، فشريح قال لولده: الحق لك، من أجل أن يحضرهم فينتهوا من عند القاضي، هل يستطيع أن يقول: أعطوني شيئاً أصالحكم به بعد أن بان أن الحق لهم؟ ما يمكن.

نعم.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من الكبائر شتم الرجل والديه)) قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: ((نعم، يسب أبا الرجل، فيسب الرجل أباه، ويسب أمه فيسب أمه)).

نعم.

يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:

"وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من الكبائر)) " الذنوب فيها الكبائر وفيها الصغائر، والكبائر جاء التنصيص عليها في نصوص كثيرة {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [(31) سورة النساء] يعني في الكتاب والسنة جاء التنصيص عليها، لكن الصغائر بهذا اللفظ، هل ورد فيها نص، التقسيم موجود في الشرع إلى أن الذنوب .. ، والذنوب متفاوتة، ثم أي؟ ثم أي؟ الذنوب متفاوتة بلا شك، وهناك ذنوب تعرف عند أهل العلم بالكبائر، وجاء التنصيص عليها، ووضعوا لها الضوابط، وهناك ما دونها من المعاصي التي تكفر باجتناب الكبائر، وبالصلوات الخمس، وبرمضان، وبالعمرة إلى العمرة، وهي مأخوذة من مقابلة اللفظ، ما لم تغش كبيرة، الصلوات الخمس كفارات لما بينها، الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها ما لم تغش كبيرة، تكفر إيش؟ تكفر الصغائر؛ لأن المفهوم من الكبائر أن المكفَر غير الكبائر ولا غير الكبائر إلا الصغائر، وإن لم يوجد التنصيص على الصغائر.

جاء التعبير باللمم مثلاً، لكن بهذا اللفظ الصغائر قد يعوز الاستدلال عليه، لكنه استنباط قوي من مفهوم الكبيرة، وأن الذي يقابلها الصغيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015