وعن الشعبي عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، وأهوى النعمان بأصبعيه إلى أذنيه: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
"وعن الشعبي" عامر بن شراحيل التابعي الجليل "عن النعمان بن بشير" الصحابي الجليل يقول: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، وأهوى النعمان بأصبعيه إلى أذنيه" ليبين أنه متحقق من ضبط هذا الخبر وحفظه وإتقانه، وأنه سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة من غير واسطة، سمعه بأذنيه، لكن هل الخبر يسمع بأذنين أو بأذن واحدة؟ يعني: أشار بأذنيه {وَتَعِيَهَا} [(12) سورة الحاقة].
طالب:. . . . . . . . .
إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
{أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} هل الخبر يسمع بأذن واحدة أو بأذنين؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
تظن الأخبار بالهدفون تجي بالأذنين! النعمان أهوى -رضي الله عنه- بأصبعيه، الصحابي يقول: سمعته أذناي، لا شك أن وصول الخبر إلى الحاسة حاسة السمع على حسب موقع المخبر، إذا كان المخبر من جهة اليمين فالأذن اليمنى، وإن كان من جهة الشمال فالتي تسمع الأذن اليسرى، وإن كان في المقابل من الأمام أو من الخلف بحيث يكون بعد الصوت عن الأذنين على حد سواء يسمع بأذنيه أو تسمعه الأذن الأقوى في السمع دون الأخرى.
"وأهوى النعمان بأصبعيه إلى أذنيه" لبين أنه سمعه من النبي -عليه الصلاة والسلام- من دون واسطة.