"ولا يأنف" لا يستنكف ولا يستكبر "أن يمشي مع الأرملة" بعض الناس يأنف أن يمشي مع الفقير، وأن يأكل مع الفقير، أو يجالس الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام؛ لأنه في الغالب نفوسهم منكسرة، وثيابهم رثة، وهو عند نفسه شيء يأنف ويستنكف أن يجالس هؤلاء، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لا يأنف أن يمشي مع الأرملة التي مات عنها زوجها، ومعلوم أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- معصوم، فلا يقال: إن هذه أرملة توفي عنها زوجها، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يمشي مع الأرامل، أنا أمشي معها مع عدم أمن الفتنة، نعم إذا كان أرملة بقدر أمك أو جدتك وانعدمت الفتنة، وصار لها حاجة إليك مع عدم الخلوة لا مانع، لكن بعض الناس يسمع مثل هذا الكلام، وقد يستدل به على أنه لا مانع من مخالطة النساء لأنهن أرامل، وقد يكون في الأرامل الشواب، يعني من مات عنها زوجها وهي شابة، فتجد بعض الناس يطنطن حول هذه الأمور، ويستمسك بأدنى شيء كمن استدل بآية المباهلة {نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ} [(61) سورة آل عمران] يقول: هذا فيه دليل على الاختلاط، شلون ندعو نساءنا ونساءكم، وكل واحد يعتزل الرجال .. ؟! هذا مرض في القلب، يعني تتبع مثل هذه النصوص مرض في القلب، فمثل هذه الأرملة بالشروط والضوابط المعروفة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كما هو معلوم معصوم، ولا يمكن أن يخلو بامرأة، ولا مست يده يد امرأة قط، فلا يستدل بمثل هذا على أنه لا مانع من الدخول على المرأة الأرملة والمشي معها، لا، هذا تحكمه نصوص محكمة.