(وَبَعْدُ) أتى بالواو والأولى أما بعد وهي السنة، (وَبَعْدُ) هذه نائبة عن أمَّا، النائبة عن مَهْمَا، مهما اسم شرط على الصحيح، وحذفت هي وفعلها وأقيم الحرف أما مقامها، فضمن معنى الشرط، ثم حذفت أما وأقيمت الواو مقامها وهذا فيه بعدٌ، إذًا (وَبَعْدُ)، أي: بعد ما ذكر من البسملة والحمدلة وما سبق [يؤتي بها للانتقال من أسلوبٍ إلى آخره]، يعني: من أسلوب المقدمة إلى الشروع في شيء من المقصود، ولذلك قال: (وَبَعْدُ). سيذكر شيئًا من متعلقات المبادئ العشرة، وهذا لا إنكار فيه، وليس مراده من أسلوب إلى آخر أسلوب التأكيد لا المدح لا الذم لا ليس هذا المراد، وإنما من أسلوب المقدمات لأن لها أسلوب لها أشياء معينة عندهم واجبات صناعية وعندهم مستحبات صناعية أشياء تذكر إلى المقصود، والمقصود قد يكون مقصودًا للمقصود، يعني: قد يكون شيئًا يُذكر فيه تعريف الفن وموضوعه، هذا ليس هو المقصود، المقصود هو تأليف الفن عينيه، فإذا ذكر مقدمةً حينئذٍ نقول: هي المقصود، لكنها تعتبر كذلك من مقدمات العلم، [للانتقال من أسلوب إلى آخر والتقدير] في قوله: (وَبَعْدُ). ... [مهما يكن من شيء فأقول]، [مهما يكن من شيء]، [مهما] اسم شرط، [يكن] فعل الشرط [من شيء] هذا متعلق بـ يكن، هذه كلها محذوفة، إذًا حذف اسم الشرط، وحذف الفعل [يكن من شيء فأقول] هذا جواب الشرط، كذلك محذوف (وَبَعْدُ) لما حذف القول دخلت الفاء الواقعة في جواب الشرط على بعد، وبعد هذا متعلق بماذا؟ هل هو متعلق بـ أقول الذي هو جواب الشرط أو متعلق بـ يكن؟ هذا فيه خلاف، قال الشارح هنا: [وإنما قدرنا ذلك لأن الظرفَ] الذي هو بعد بالنصب [من متعلقات الجزاء على الصحيح]، يعني: أقول لا يكن.

(فَالمَنْطِقُ) الفاء واقعةٌ في جواب الشرط، ويأتي إن شاء الله تعالى التعريف وما يتعلق بالمبادئ العشرة، والله أعلم.

وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015