[(مَادَامَ الحِجَا) أي مدة دوام الحجا، أي العقل]، [مَادَامَ] ما هذه مصدريةٌ ظرفية وذلك قال: [مدة دوام]. يعني: بقاء الحجا [أي: العقل، (يَخُوضُ) أي: يقطع] خَاضَ يَخُوضُ من باب فَعَلَ يَفْعُلُ [(مِنْ بَحْرِ المَعَانِي) أي من المعاني التي هي كالبحر في الكثرة والاتساع] هنا شبه المعاني بالبحر، والبحر معلوم أنه متسعٌ وفيه كثرة المياه، حينئذٍ شبه المعاني بالبحر [(لُجَجَا) جمع لجة وهي: الماء العظيم المضطرب، فشبه المسائل الصعبة باللجج بجامع عسر الخوض في كل]، [فشبه المسائل الصعبة] من هذا الفن وغيره [باللجج بجامع عسر الخوض في كل، واستعار اللجج للمسائل الصعبة على طريق الاستعارة المصرحة] ومر معنا استعارة المصرحة ويأتي إن شاء الله في موضعه [وحاصل المعنى: منك يا الله] لأن (صَلَّى عَلَيْهِ) هي إنشائيةٌ، يعني: بمعنى الدعاء، والدعاء نوعٌ من أنواع الإنشاء الثمانية التي يأتي في محلها إن شاء الله تعالى [أطلب منك يا ألله أن تصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - مدة دوام العقل يخوض، أي: يقطع مسائل صعبة من المعاني الكثيرة الشبيه بالبحر، وفي الإتيان بمِن للتبعيض إشارةٌ إلى أنه لا يحتوي على جميع المعاني إلا الله تعالى المحيط علمه بجميع الأشياء]، ... [يَخُوضُ مِنْ بَحْرِ المَعَانِي] بعض لا كل المعاني، [(وَآلِهِ) بالجر عطفًا على الضمير في (عليه) بدون إعادة الخافض وهو جائزٌ عند المحققين كابن مالك] رحمه الله تعالى (الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ) بالخفض قراءةٌ ثابتة نعم، [وإن أوجب الجمهور إعادة الجار] وشددوا القراءة السابقة، والقراءة حجة عليهم، [وآل النبي - صلى الله عليه وسلم - هم مؤمنو بني هاشم والمطلب في مقام الزكاة عند الشافعي] وليس المقام مقام زكاة هنا إنما المقام مقام دعاء وثناء، [والأنسب بمقام الدعاء حمله على أتباعه المؤمنين ليعم كل الأمة، وفي مقام المدح على الأتقياء منهم].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015