العباس رضي الله عنه أنَّ قريشاً يجفون بني هاشم قال: «والله لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حتى يُحِبَّكُمْ لله عز وجل - يعني لدينكم وإيمانكم بالله- ولقرابتي» وفي رواية: «حتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» (?).
قال الناظمُ رحمه الله:
في هذا البيت صرَّح الناظمُ رحمه الله بالمعْنِيِّ في البيتين السابقين، فلما ذكر صفاته ومناقبه أوَّلاً، عيَّنه وبيَّنَه بعد ذلك بقوله: «أَعْنِي أَبَا الحَسَنِ» وهذه كنيةُ عليٍّ رضي الله عنه، وهو مشهورٌ بها؛ لأنَّ الحَسَن أكبرُ من الحسين رضي الله عنهما، فالحسن هو أكبرُ وَلَدَيهِ من فاطمة رضي الله عنهم أجمعين.
وقوله: «الإِمَامَ» لم يكن يُعرفُ رضي الله عنه في خلافتِهِ بـ «الإمام»، بل كان يلَقَّبُ بـ «أمير المؤمنين»، والتلقيب بـ «أمير المؤمنين» بدأ من زمن عمرَ رضي الله عنه، أما الذين يلقِّبُونَ عليَّاً رضي الله عنه بـ «الإِمَام» فهم الرافضة، ولكن قد يجري على ألسنة بعض أهل السُنَّة إطلاق اسم «الإمام» على عليٍّ رضي الله عنه، وهو -ولا شكَّ- إمامٌ، ولكن الإمامة في الدِّين لا تختص به، بل هي