على الموت» (?)، أي: على القتال حتى الموت، وبعضهم يقول: «بايعناه على ألاَّ نَفِرَّ» (?)، فبايعه الصحابةُ رضي الله عنهم، وتنافسوا في هذه البيعة، حتى إنَّ منهم من يُبَايِع ويخرج ليُبَايِعَ مرةً أخرى، وهذه البيعة هي «بيعة الرضوان» التي أشار الله عزَّ وجَلَّ إليها بقولِهِ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)} [الفتح: 18]، فبايع الصحابةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان عثمانُ غائباً، فلما جاءت نَوْبَةُ عثمان رضي الله عنه قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وهذه لعثمان» (?) ثم وضع يده الشريفة صلى الله عليه وسلم على الأخرى، وهذه والله فضيلة لعثمان وأيُّ فضيلة، أَنْ بايعَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عنه بيدِهِ الكَرِيمَة.
ومما يُذْكَرُ هنا أنَّه قيلَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: لعلَّ عثمان قضى نَهْمَتَه من البيت، وطاف وقضى عمرته، فلما رجع عثمانُ قيل له في هذا، فقال: