يجهزُ الجيوش وهو في الصلاة (?)، يجهزها بفكره وعقله، ففكره وعقله مشحونٌ بهموم المسلمين وعزِّ الإسلام وأهله، ولعل هذا مما يُبَيِّنُ قول الناظم: «سَنَدُ الشَّرِيْعَةِ بِاللِّسَانِ وَبِاليَدِ».
قال الناظمُ رحمه الله:
انتقل الناظمُ رحمه الله في هذا البيت إلى الإشادةِ بثالثِ الخلفاءِ الرَّاشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه، والثناء عليه، فقال: «قَالُوا: فَثَالِثُهُمْ؟» أي: مَنْ ثالث الخلفاء الراشدين؟
فأجاب بقوله: «فقُلتُ مُجَاوِبَاً: مَنْ بَايَعَ المُخْتَارُ عَنْهُ بِاليَدِ» «المختار» هو الرسول صلى الله عليه وسلم.
والناظمُ رحمه الله يشيرُ بهذا إلى ما وقع في «بيعة الرِّضْوَان» عام صلح الحُدَيْبِيَة، يوم أرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عثمانَ بنَ عفَّان رضي الله عنه إلى أهل مكة يخبرهم بمقصودهم، وأنهم ما جاءوا لحربٍ وقِتَالٍ، وإنما جاءوا معتَمِرِين قاصدين بيتَ الله، فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّ عثمانَ رضي الله عنه قد قُتِلَ، فطلبَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم من أصحابِه رضي الله عنهم أن يبايعوه على الموت، أو على ألا يفروا، على اختلاف الروايات في ذلك، فبعضهم يقول: «بايعنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم