أذكر الآن أنَّه عُمِل له بيعة، بل اكتُفِيَ بمجرَّد العهد، وأنا لا أذكر أنه قد ورد في التاريخ أنَّ النَّاس جاءوا ليبايعوه، بل انتقل إليه الأمر بهذا العهد، واكتفى المسلمون به.

قال الناظمُ رحمه الله:

34. فَارُوقُ أَحْمَدَ وَالمُهَذَّبُ بَعْدَهُ ... سَنَدُ الشَّرِيْعَةِ (?) بِاللِّسَانِ وَبِاليَد

في هذا البيت أثنى الناظمُ رحمه الله على ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ونَعَتَه بعدَّةِ أوصافٍ سَرَدَهَا في هذا البيت فقال: «فَارُوقُ أَحْمَدَ» هذا أشهر لَقبٍ لُقِّبَ به عمرُ رضي الله عنه، حتى قيل له: «عمر الفاروق»، وسببُ تلقِيبِه بذلك ما ذكره بعضُهم من أنَّه حَصَلَ بإسلامه الفرق بين الحق والباطل، فبإسلامه كان للحق ظهور، حيث كان المسلمون بمكة في أول أمرهم يستخفون ويخافون، فلما أسلمَ عمرُ وكان معروفاً بقوَّتِهِ وشدَّتِهِ طلبَ من الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يستخفوا وأن يخرجوا، فخرج الرسولُ صلى الله عليه وسلم ومَن معه من الدَّارِ التي كانوا مستخفِينَ فيها، خرجوا في صفين، أحدهما فيه عمر رضي الله عنه، والثاني فيه حمزةُ عمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأعزَّ اللهُ بإسلامِهِ هذا الدِّين، فهذا هو السرُّ في تلقيبه بهذا اللقب.

وقول الناظم: «فَارُوقُ أَحْمَدَ» «أحمد» هو اسمٌ من أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد هذا الاسم فيما أخبر الله به عن عبده ورسوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015