جزم، لأنه جواب للجزاء المقدر؛ والتقدير: فسلي ثيابي من ثيابك، أي أن تسليها تنسل. واللام كسرت لأنه احتيج إلى
حركتها للقافية، والمجزوم إذا احتيج إلى حركته كسر. ويقال: نسل الريش ينسُل وينسِل. ويروى:
(فسلى ثيابي من ثيابك تنسل)، بكسر السين.
(وما ذَرَفَتْ عَيناكِ إِلاَّ لتَضْربي ... بسَهْمَيكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ)
قال ابن الأنباري: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا هشام ابن محمد قال: حدثني
شيبان بن معاوية قال: أخبرني رجل من أهل البصرة قال:
خرجت من البصرة أريد مكة، فبينا أنا أسير في ليلة بدر اذ نظرت إلى رجل على ظليم قد زمه
وخطمه، يعن لي - أي يعترض - وهو يقول:
هْل يُبْلغنّيهمْ إلى الصَّباحْ ... عِقْلٌ كأنَّ رأسَه جُمَّاحْ
قال: فاستوحشت منه وحشة شديدة، وتخوفت أن يكون ليس بإنسي. قال: فما زال يقول هذا البيت
حتى أنست به، فقلت له: يا هذا، من أشعر الناس؟ قال: الذي يقول:
وما ذَرَفتْ عيناكِ إلاّ لتضربي ... بسهمَيك في أعشارِ قلب مُقتَّلِ
قلت: لمن هذا الشعر؟ قال لامرئ القيس. قال: قلت ثم من؟ قال: الذي يقول:
تطردُ القُرَّ بحرّ صادق ... وعكيكَ القَيظ أن جاء بِقُرّ
قلت: لمن هذا الشعر؟ قال: لطرفة بن العبد. قلت: ثم من؟ قال: الذي يقول:
وتبْرُدُ بردَ رِداء العرو ... سِ في الصَّيف رَقرقْتَ فيه العبيرا