بحلقة. قال الشاعر:
لا تأمننَّ فَزَارياً خَلوتَ به ... على قلوصِك واكتُبْها بأسيار
قوله (يطعن ويرتمينا) يطعن من السطعن، ويرتمين من الرمي بالنبل.
ويطعن صلة الكتائب والأصل فيه يطتعن فأبدلوا من التاء طاء وأدغموها في الطاء التي بعدها.
وقال أبو جعفر: معنى قوله في البيت الأول (ألما تعرفوا منا اليقينا): ألم تعرفونا فيما مضى وتعلموا
أنَّا نقتل من لقينا. وقال: معنى قوله (إليكم يا بني بكر إليكم): ارجعوا فلستم من رجالنا وأريحوا
أنفسكم.
(عَلَيْنا البَيْضُ واليَلَبُ اليَمَانِي ... وأَسيافٌ يُقَمْنَ ويَنْحنينا)
(اليلب): ترسة من جلود الإبل يعمل باليمن. وقال أبو عبيد: اليلب الدرق. قال: ويقال هي جلود
تلبس بمنزلة الدروع، الواحدة يلبة. وقال الأصمعي: اليلب: جلود يخرز بعضها إلى بعض تلبس على
الرءوس خاصة، وليست على الأجساد. وقال أبو عبيدة: هي جلود تعمل منها دروع، وليست بترسة.
قال الشاعر:
ترى الأبدنَ فيها مُسْبَغاتٍ ... على الأبطال واليلبَ الحصينا
وقال بعض أهل اللغة: جلود تلبس تحت الدروع. وقوله (يقمن وينحنينا) يريد ترفع وتوضع إذا
ضرب بها. ويروى: (يقمن وينحنينا) بفتح الياء وضم القاف. وقال بعضهم: هو أن يضرب بها حتى
تنحني ثم تقوم فيضرب بها أيضا. قال أبو جعفر: المعنى تنصب عند الضرب بها، فإذا ضربوا بها
انحنت. و (الأبدان): الدروع. قال الله عز ذكره: (فاليومَ نُنَجِّيكَ بَبدنك)، فمعناه نلقيك على نجوة من
الأرض بدرعك.
ويقمن صلة الأسياف، ومعنى يقمن ينتصبن.