ودقه). وقال: هما أبانان: جبل أبيض: وجبل أسود،
وهما لبني عبد مناف بن دارم. وأفانين: ضروب. والودق: المطر. قال الله عز وجل: (فَتَرى الوَدْقَ
يَخْرُجُ مِن خِلالهِ). وقال الأعشى:
فلا مُزنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها ... ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها
والبجاد: كساء من أكسية الأعراب من وبر الإبل وصوف الغنم مخططة؛ والجمع بجد. ومزمل:
ملتف. يقول: قد ألبس الوبل أبانا، فكأنه مما ألبسه من المطر وغشاه، كبير أناس مزمل؛ لأن الكبير
أبدا متدثر. وقال أبو نصر: إنما شبه الجبل وقد غطاه الماء والغثاء الذي أحاط به إلا رأسه، بشيخ في
كساء مخطط؛ وذلك أن رأس الجبل يضرب إلى السواد والماء حوله أبيض.
وثبير اسم كأن، وفي حال لثبير، أي كأن ثبيرا وهذه حاله كبير أناس. فالكبير خبر كأن، والمزمل
نعت الكبير في المعنى، أجراه على أعراب البجاد للمجاورة، كما تقول العرب: هذا جحر ضب
خرب، يخفضون خربا على المجاورة للضب وهو في المعنى نعت للجحر. أنشدنا أبو شعيب
الحراني قال: أنشدنا سلمة:
كأنَّ نَسْجَ العنكبوتِ المُرْمَلِ
خفض المرمل على الجوار للعنكبوت، وهو في المعنى نعت للنسج. وأنشد الفراء:
كأنَّما ضَرَبتْ قُدَّامَ أعُينِها ... قُطناً بمستحصدِ الأوتار مَحلوجِ
فخفض محلوجا على الجوار للمستحصد، وهو في المعنى نعت للقطن.