يعني هذا بالنسبة للعطف على المتضايفين يورث مثل هذا، العطف على المتضايفين يورث مثل هذا الخطأ الذي وقع فيه الشيخ؛ لأن الواو كما تعلمون عاطفة، والمعطوف هل هو تابع للمضاف فيرفع، أو تابع للمضاف إليه فيجر؟ وليست هناك قاعدة مطردة في مثل هذا، وإنما المعنى والسياق هو الذي يحدد، ومثله جميع التوابع، فإذا قلت: مررت بغلام زيد الفاضل، هذا إشكال، الفاضل نعت للمضاف وإلا المضاف إليه؟ لأيهما؟ فلا يستطيع أحد أن يجزم، لا سيما وأنه موافق للجزأين في الإعراب، فزيد مجرور بالحرف، لكن السياق هو الذي يحدد، فإذا كان الحديث عن زيد فالوصف له، وإن كان الحديث والسياق لغلامه فالتابع له، وهنا كتابة الحديث إذا قلنا وضبطِه، العطف على نية تكرار العامل، يعني لا بد أن يكون المعنى كتابة الحديث وكتابة ضبطه، وإذا قلنا: كتابة الحديث وضبطُه فالمقصود كتابة الحديث وضبط الحديث، نعم.

واختلف الصحاب والأتباع ... في كتبة الحديث والإجماع

على الجواز بعدَهم بالجزم ... لقوله: اكتبوا وكتب السهمي

وينبغي إعجام ما يستعجم ... وشكل ما يشكل لا ما يفهم

وقيل: كله لذي ابتداء ... وأكدوا ملتبس الأسماء

وليك في الأصل وفي الهامش مع ... تقطعيه الحروف فهو أنفع

ويكره الخط الدقيق إلا ... لضيق رق أو لرحَّال فلا

وشره التعليق والمشق كما ... شر القراءة إذا ما هذرما

وينقط المهمل لا الحا أسفلا ... أو كتب ذاك الحرف تحت مثلا

أو فوقه قلامة أقوال ... والبعض نقط السين صفاً قالوا

وبعضهم يخط فوق المهمل ... وبعضهم كالهمز تحت يجعل

وإن أتى برمز راو ميزا ... مراده واختير أن لا يرمزا

وتنبغي الدارة فصلاً وارتضى ... إغفالها الخطيب حتى يعرضا

وكرهوا فصل مضاف اسم الله ... منه بسطر إن يناف ما تلاه

واكتب ثناء الله والتسليما ... مع الصلاة للنبي تعظيما

وإن يكن أسقط في الأصل وقد ... خولف في سقط الصلاة أحمد

وعله قيد بالرواية ... مع نقطه كما رووا حكاية

والعنبري وابن المديني بيضا ... لها لإعجال وعادا عوضا

واجتنب الرمز لها والحذفا ... منها صلاة أو سلاماً تكفى

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015