. . . ثم ... قبولهم ما حدثوا بعد الحلم

القبول لا يكون إلا بعد البلوغ، بعد الحلم، بعد أن يوجد أو يجري قلم التكليف سواء كان بالإسلام أو ببلوغ الحلم الذي يردع هذا الصبي من أن يكذب، لو أن المؤلف قدم السن الذي يصح فيه التحمل كان أولى؛ لأنه قدم السن الذي يستحب فيه الطلب، فقال:

وطلب الحديث في العشرين ... عند الزبيري أحبُ حين

طلب الحديث بنفسه، يطلب الحديث بنفسه بعد أن يكتمل نموه في العشرين، وبعد أن يشتغل قبل ذلك بحفظ القرآن، ومعرفة الأحكام، ويكون له نصيب من التعبد يعينه على تحمل الحديث؛ لأن تحمل الحديث ليس بالأمر السهل، وليس بالهين، أمر شاق وصعب، الأحاديث كثيرة ومتشعبة، وأيضاً يحتاج إلى فهمها من أجل العمل بها، قالوا:

وطلب الحديث في العشرينِ ... . . . . . . . . .

والأصل:

ونون مجموع وما به التحق ... فافتح وقل من بكسره نطق

العشرين ملحقة بجمع المذكر السالم فالنون الأصل فيها أن تكون مفتوحة.

ونون مجموع وما به التحق ... فافتح وقل من بكسره نطق

ابن مالك في شرح كافيته يقول: الكسر لغة، ويستدل على ذلك بقول الشاعر:

وماذا تبتغي الشعراء مني ... وقد جاوزت حد الأربعينِ

يقول: لغة، وابن عقيل يقول: ليست لغة، وإنما شذوذ، على كل حال هي جاءت هنا مكسورة من أجل الوزن،

"عند الزبيري" أبو عبد الله الزبير بن عبد الله الزبيري، يقول: "أحب حين" أحب وقت عشرين، عشرين مكتمل العقل، ينضج في العشرين فيتهيأ للحفظ، هذا عند الزبيري.

وهو الذي عليه أهل الكوفة ... والعشر في البصرة كالمألوفة

أهل الكوفة يمكنون أولادهم ويتركون أولادهم يروون الأحاديث في العشرين، وأهل البصرة في العشر.

وفي الثلاثين لأهل الشأم ... وينبغي تقييده بالفهمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015