والسادس: إذا كانت بعد فِعْلٍ عُلِّق باللّام، وذلك قوله: «وكَسَرُوا -يعنى العرب- من بَعْدِ فِعْلٍ عُلِّق باللّام». يريد تعليق الفعل عن عمله فيما طلبه من معمولٍ، واللام المعلِّقة هى لام الابتداء. وسيأتى بيانُ التعليق بعدُ إن شاء الله. فإذا كان الفعلُ مُعَلّقًا باللام لم يكن للفعل في إِنّ عملٌ، فبقيت على حالها من الكسر. ومثال ذلك قوله: «اعلم إِنّه لذو تُقَى»، فاعلَمْ: معلّقٌ باللام في قوله: لذو تُقَى؛ لأنّ/ أصلها التقديم، فأصل الكلام: اعلم لهُوَ ذو تُقَىً، فلما دخلت إِنّ أخّرُوا اللام إلى الخبر، لما سيذكر. ومن مُثُل ذلك في الكلام قولُ الله: {قد نعلَمُ إنّه ليحزُنكَ الذي يقُولونَ}، وقوله: {والله يعلمُ إِنّك لرسولُه، والله يشهدُ إِنّ المنافقون لكاذِبُون}. وم الشعر قولُ الشاعر؛ أنشده لسيبويه:
أَلَم تَرَ إِنِّى وابنَ أَسْودَ لَيْلةً
لَنَسْرِى إلى نَارَينِ يَعْلُو سَنَاهُما
وأنشد ابن جنى في المحتسب:
وأعَلمُ إِنّ تسليمًا وَتْركًا
للامُتَشَابِهانِ وَلَا سَوَاءُ
فلو زالت اللام لتسلّط الفعل على إنّ فانفتحت، نحو: {عَلِم الله أَنّكُم