وعسيتُ أن أقوم. ومن ذلك في القرن: {وعَسَى أن تكرهُوا شيئًا وهو خيرٌ لكم}، . وفي موضع آخر قال: {هل عَسَيتم إن كُتِب عليكم القتالُ أنْ لا تُقاتلوا}، فكان من حقه أن يأتى بالمسألة مُكَمّلة، وإلا أوهم أن الوجهين مختصان بما إذا ذكر قبل عسى اسمٌ. وذلك غير صحيح.
والثالث: أنه نَقَصه وجه ثالثٌ جائز، وهو أن تنصب عسى ذلك المضمر ولا ترفعه، وذلك في لغة من يقول: عساك أن تقوم، وعساني أن أخرج، وعساه أن يركب. وأنشد سيبويه لرؤبة:
يا أبَتَا علكأَوْ عَسَاكَا
وأنشد لعمرانَ بن حِطّان:
وَلِى نَفْسٌ أَقُولُ لها إذا ما
تُنَازِعُنِى: لَعَلِّى أَوْ عَسَانِى
وليس ذلك بِمقصُورٍ على السماع، بل هى لغة للعرب حكاها الناسُ. ووجهُها أنهم حملوا عسى محمل لعلّ، فأعملوها إعمالها لما اجتمعت معها في