ذلك؛ صفة مشتقة من فعلٍ يستحقّ الدخول في الباب. وهذا كلّه بُعدٌ عن الإصابة في المسأة. والحقّ أنه لا يثبت حكم للكلمة حتى يتعيّن فيها كما تعيّن في عسى وأوشك.
ثم قال: «وبعدَ أوشَكَ انتفا أنْ نَزَرا». هذا أيضا بناءً منه على أَنّ أوشك من أفعال هذا الباب، وأن خبرها يقع بالفعل المضارع لا يغيره، فيريدُ أمّ الخبر الواقع بعد أوشط الغالب فيه أن يقع مقارنًا لأنْ، فتقول: أوشك زيد أن يقومَ، ويوشك عبد الله أن يسافر. ومنه قول جرير بن الخَطَفَى:
إذا جهل الشقىُّ فلم يُقَدِّر
ببعض الأمرِ يُوشِك أن يصابا
وأنشد ثعلب:
ولو سُئِلَ الناسُ الترابَ لأَوشكوا
إِذا قيلَ: هاتُوا - أَنْ يَمَلُّوا ويَمِنْعُوا
وجاء إسقاط أَنْ نَزْرًا، فتقول في قليلٍ من الكلام: يوشِكُ زيدٌ يقومُ. وليس بمختصٍّ بالشعر، فلذلك لم يقل: شذّ؛ قال سيبويه: «وقد يجوز: يوشك تجِىْ، بمنزلة: عسى يجئُ». وأنشد لأمية بن أبي الصلت: