وقال الراجز:
لو كنتَ ماءً كُنْتَ غَيْر عَذْبِ
أَوْ كُنْتَ لَحْمًا كُنْتَ لَحْمَ كَلْبِ
أَوْ كُنْتَ سَيْفًا لم تكن بِعَضْبِ
وكلامُه هنا يدلُّ على أَنّ زيادة الباء في هذه المواضع الأربعةِ قياسٌ؛ أمّا في ما وليس فذلك ظاهر من كلامه. وأمّا في لا ونَفْىِ كان فإنّ عادته إذا أخبر بالقلّة نِصًا أو إشعارًا أَنّ ذلك قياسٌ عنده، وهو صحيح في مثل هذا. وحين لم يذكر خلاف هذه المواضع أشعر بأن زيادة الباء/ فيما سواها غير قياس؛ فقد زيدت في ثاني مفعولى وجدت، وذلك في قول الشاعر:
دَعَانِى أَخىِ والخيلُ ببينىِ وبينَهُ
فَلمّا دَعَانِى لَمْ يَجْدنِي بِقُعْدَدِ
وزيدت بعد «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّ»، كقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّ الله الّذِي خَلَقَ السّمَواتِ وَالْأَرْضَ، وَلَمْ يَعْيّ بِخَلقهِنّ، بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ المَوْتَى}. وإما زيدت هنا لأن المعنى: أو ليس الله بقادر، أو: لم يَروُا الله بقادر؛ لأن رأى عِلْميّة فزيدت في ثاني مفعوليها، من جهة المعنى، كما في «وجدت» المذكورة. وزِيدَتْ أيضًا بعد هل، وأنشد الفارسيّ في