نحو ما أنشدوا من قول الشاعر:
فَمَا إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ، وَلَكِنْ
مَنَايَانَا وَدَوْلةُ آخَرِينَا
وقول الآخر، أنشده ابن السِّكِّيت:
بَني غُدَانَةَ مَا إِن أَنْتُمُ ذَهَبٌ
وَلَا صَرِيفٌ، ولكنْ أَنْتَمُ خَزَف
ولا أتقلّد أن قائلي البيتين من عرب الحجاز. على أنّ بعضهم قد استشهد بالأول على المسألة، وإنما بطل العمل لأنّ «إنْ» كافةٌ لها عن العمل، كما وقعت «ما» كافة نحو: إنما زيدٌ قائمٌ. ولا يصح أن يقال: إِنّها نافية، إذ لو كانت كذلك لكان الكلام بها إيجابا، لأن نفي النفي إيجاب. ووجّه المؤلفُ بطلان العمل معها بأن دخولها أبطل شبه «ما» بليس، لأن ليس لا تدخل معها إِنْ، فإذا دخلت مع ما نَقَصَ الشبهُ، لتبايُنِهما في الاستعمال، كاسم الفاعل إذا كانت بمعنى الماضى لا يعمل لنَقْضِ شبهه بالمضارع. وهذا ظاهر.
والشرطُ الثاني: أن يكون النفيُ باقيا لم يُصْرَفْ إلى الإيجاب، وذلك قوله: «مَعَ النفى، يريد: بقاءه على الخبر الذى هو تمٌّ فائدة الكلام، فلو بطل