ولما عَيّنَ للاختصاص بالنقصان هذه الأفعال الثلاثة، دَلّ على أنّ ما عداها قد يأتى تامًا، وذلك صحيح.
فأما كان فتأتى بمعنى ثَبَت أو وُجِد أو وَقَع، أو نحو ذلك، ومنه ما أنشده سيبويه، من قول مَقّاس العائذى:
فِدًى لِبَنِى ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ ناقَتِى
إِذَا كَانَ يَوْمٌ ذُو كَواكبَ أَشْهَبُ
وأنشد ابن خروف:
كَانُوا وَكُنّا فما ندرى عَلَى وَهَمٍ
أَنَحْنُ فيها لَبِثْنَا أَمْ هُمُ عَجِلُوا
فالمعنى: أقاموا ودمنا، ولها معانٍ [أُخَر] غير هذا المعنى.
وأما ظَلّ فتكون تامة بمعنى: دام وطال، وهو فَعِل يَفْعَل كالناقص، تقول: ظَلِلْتُ، بالكسر.
وأمّا بات فتكون بمعنى: عَرّسَ، وهو النُّزولُ ليلًا، ومنه في أَحَدِ الاحتمالين قول ابن عُمَر -رضي الله عنه-: / «أما رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقد بات بمنًى وظلّ». قال ابن خروف: يجوزُ فيهما