نحو: {يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ} -وهو في الشعر يكثر، أنشد سيبويه لخُفَاف ابن نُدْبَةَ:

كَنَواحَ رِيشِ حَمَامَةٍ نَجْديّةٍ

وَمَسَحْتِ بِاللثتَينِ عَصْفَ الإِثْمِدِ

وأنشد الأعشى:

/ وَأَخُو الغَوَانِ متى يَشَأ تَصْرِ منهَ

وَيَعُدْن أعداءً بُعيدَ وِدَادِ

أراد ذاك: كنواحي ريش حمامة. وأراد هذا: وأخو الغَوَاني. فحذف الياءَ اضطرارًا فإن قيل: إطلاقُ الناظم في قوله: «إنْ كانَ غيرُ الماضِ مِنْه استعملا» مشكل؛ فإن الاستعمال المراد إنما هو استعمال العرب، فكأنه في ظاهر كلامه يقول: إنما يعملُ غير الماضى إذا كانت العرب قد استعملته ونطقت به، وإلّلا فلا. وهذا الكلام يقتضى أنك لا تقول مثلًا: يكون زيدٌ قائمًا، فتأتى بالمضارع حتى تعلم أن العرب تكلمت به، وكذلك الأمر والمصدر واسم الفاعل. وهكذا في سائر الأفعال المذكورة. وهذا المفهوم غير صحيح، بل يجوز لنا استعمالُ المضارع والأمر وغيرهما منها، سمعنا ذلك أو لم نسمعه، لا نتوقف على المساع في مثل هذا إلا في موضعين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015