لَوْلَا أَبُوكَ، وَلَوْلَا بَعْدَهُ عُمَرُ
أَلْقَتْ إِلَيْكَ مَعَدٍّ بِالْمَقَالِيدِ
وقال الآخر:
فَلَوْلَا سِلَاحِى عِنْد ذَاكَ وَغْلِمَتى
لَكانَ لَهُمْ يَوْمٌ من الشّر أَيْوَمُ
قال ابن الحاج: وأُقَدِّر أننى وقفتُ من كلامهم على نحو: لولا زيد ثَمّ أو هنالك وشبهه. وقال علقمة:
فَوَ اللهِ لَوْلَا فَارِسُ الجَوْنِ مِنْهُمُ
لآبُوا خَرايا، وَالإِيَابُ جَيبُ
وعلى هذا النادر يجري قول المعرّى في صفة السيف:
يُذِيبُ الرّعبُ منه كُلُّ عَضْبٍ
فَلَوْلا الغِمْدُ يُمْسِكُهِ لَسَالَا
ولكن هذا كُلّه عند الناظم نادرٌ، والغالبُ انحتامُ الحذفِ. ويبقى بعدُ نظرٌ في هذا النادر هل هو مما يُقَيُّد به عنده أم لا؟ فهو يحتمل وجهين:
أحدهما: ما هو الظاهر من عَدَم الغلبة، وأنّه قليل لا يعتدّ به.
والثاني: أن يُرِيدَ أنه مقيسٌ معتدٌّ به؛ إذ ليس في الإشعار بقلته ما يشعر بعد القياس فيه.