والثاني كذلك؛ إذ قلت: هل امرأة في الأرض؟ وهل شخص عاقل؟ ونحو ذلك لم يحصل به فائدة؛ إذ لا يستفهم أحدٌ عن مثل هذا، لضرورة العلم به وكذلك الثالثُ إذا قُلْتَ: ما حمارٌ بِمُتكلِّمٍ. وما بحر لنا. وما أشبه ذلك.
وكذلك الرابع، قال سيبويه: «لو قلت: كان رجل في قوم عاقلا، لم يحسن لأنه لا يستنكر أن يكون في الدنيا عاقل». ومثل هذا لا يُفيد كثير التأنّي والافتراض.
ولو قلت في الموضع الخامس: أكلٌ للخبز مفعول، وشربٌ للماء معمولٌ به. وما أشبه ذلك، لكان عبثًا من الكلام.
وكذلك السادس إذا قلت: عَمَلٌ رجلٍ موجود. وخَبَرُ امراةٍ سُمِع، وغلام إنسان قائم.
فهذه أمثلةُ مثل الأمثلة التى أتى بها الناظم، ولم يحصل بها فائدة زائدة فبِحقٍ ما قال: «ما لم يُفِدْ»، وقوله: «وَلْتَقِس ما لم يُقَلْ»، أى: اعتبر ما حصلت به الفائدة فأجز الابتداءً به.
وأكثر ما ذكر هؤلاء المتأخرون من ذلك، على ما جمعه بعض شيوخنا، عشرون موضعًا، تقدم للناظم منها ما ذكر، ومنها: