وذهب بعضهم إلى أن هذا الاسم إنما سمي به من طالت صحبته للنبي- عليه السلام- أخذ عنه العلم.
قالوا: والخلاف في هذه المسألة راجع إلى إطلاق لفظي في معنى الصحبة، هل تختص بأمر زائد على مجرد الاجتماع والمؤالفة أم لا؟
و"المنتخبين" نعت للصحب، واحدهم منتخب، وهو المختار، ورجل نخبة من قوم نخب- كرطبة ورطب- يقال: جاء في نخب أصحابه، أي: في خيارهم. والانتخاب الاختيار.
وكذلك كان أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد اختيروا له وانتخبوا من سائر الطوائف، مصطفون لمصطفى، رضي الله عنهم، ورضوا عنه.
والخيرة بمعنى الاختيار، قال الجوهري: "الخيرة مثل العنبة: الاسم من قولك: اختاره الله تعالى، يقال: محمد- صلى الله عليه وسلم- خيرة الله من خلقه، وخيرة الله أيضا، بالتسكين"، فكأن الناظم أراد المختارين من الخلق، فوضع اسم المصدر موضع ذلك، وعامله في الإتيان/ به مفردا معاملة المصدر فلم يجمعه. ويحتمل أن يضبط هنا بفتح الخاء على أنه جمع خير، فقد حكى الفراء: قوم خيرة بررة. وقد تقدم أول الكتاب في هذا المعنى حديث اصطفاء الله- تعالى- له أصحابه وعترته، فأغنى عن الإعادة.
***