الحسن وفرقٌ واضح بين الموضعين

وأما قطعها في يألله وأَفَأَلله فإن هذه الكلمة اختصت بأشياء لم

يختص بها غيرها وظهر فيها من الأحكام التي لا يُقاس عليها ما سواها

نحوٌ من خمسة عشر حكما فيكون هذا الفرد من تلك الجملة فإن التغيير

يأنسُ بالتغيير وإذا كان كذلك فلا نُكر في أن يُجعل ذلك القطع عوضا من

حرف القسم كما جعلوا في غير هذا الموضع الواو نائبة عن رُبَّ فقالوا

وبَلَدٍ عامِيَةٍ أعماؤُهُ

وبَلَدٍ مِلْءِ الفِجاجِ قَتَمُهْ

فلو كان ما قاله من الإجحاف لازما للزم أيضا في هذا الآخر لكنه

موافق على صحته فكذلك يلزمه أن يوافق على أفألله ويكفي من المناقشة

هذا

واعلم أن الناظم أشار في باب المعرَّف بالأداة إلى خلافٍ سوى ما ذُكر

هنا وقد تقدم بيانه على الجملة هنالك وإن الذي يتخلَّص من كلامه في

الموضعين أنه ذهب في هذا الكتاب إلى ما نقل عن سيبويه من زيادة الهمزة مع

أن أل بجملتها هي الدالة على التعريف وتعلّق في ذلك بظاهر طلتك سيبويه في

باب «عِدَّة ما يكون عليه الكلم» حين ذكر من الحروف ما هو على حرفين

[507]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015