ثم في كلامه نظر وهو أنه اقتضى أن همزة الوصل تثبت إذا ابتدئ
بها مطلقا من غير ذلك وذلك في المواضع التي يذكرها وهذه المواضع
تارة تبقى على أصلها من سكونِ ما يلي همزة الوصل وتارة ينزاح عنه ذلك
السكون فتتحرك وإذا تحركت فلا بد من سقوط همزة الوصل وإن
كانت مما يُبتدأ بها وذلك كافْعَلْ من سأل ورأى لأنك تقول سَلْ ورَهْ
وكذلك كل ما حُذف منه الفاء في الأمر نحو خِدْ ورِدْ وقِه وشِهْ وعِهْ
وكذلك خُذْ وكُلْ ومُرْ ومنه أيضا ما نُقل إلى ساكنه حركةٌ نحو قُمْ وهَبْ
وبعْ وسِرْ أو التقى معه ساكن مدغم فحُرك نحو قُِتَّل* في اقتَتَلَ
وحُِجَّب* في احتَجَبَ وما أشبه ذلك من الأمور العارضة حتى يصير ما يلي
الهمزة مُحرَّكا فلا تثبُتُ البتة وما جاء من قولهم اِسَلْ واِحِجَّبْ واِخِطَّفْ
فهو نادر واعتداد بالعارض وكذلك ما تحرك فيه الساكنُ الأول من جميع
ما يذكره فإذًا ليس ثبوتها حيث يُبتدأ بها بإطلاق كما أنه ليس سقوطها
حيث لا يُبتدأ بها بإطلاق بل إذا كانت في محل الابتداء بها فهي على وجهين
ثابتة وغير ثابتة والضابط لثبوتها في الابتداء هو أنها تثبت حيث يكون ما
[481]