مخاطبة ولم يعدّ ذلك هنا مع أنه قد عدّ ما يشبهها من تاء المضارعة وهاء
السكت وما أشبه ذلك فكان من حقه حين ذكر بعضها أن يذكر الجميع أو
يسكت عن الجميع
فهذه مواضع أربعة فاته ذكرها واقتضى مفهوم كلامه حين
تركها الحكم على النون فيها بالأصالة حتى يأتي دليل بخلاف ذلك وهو
مفهوم غير مستقيم
والاعتراض الثاني أنه يدخل عليه ما كان نحو دِهقان مما تقدم الألف
فيه ثلاثة أحرف مقطوع بأصالتها والنون مع ذلك محتملة للأصالة والزيادة
وذلك حيث تكون المادة دائرة بين الرباعية والثلاثية نحو دِهقان فإنه يحتمل
أن يكون فِعْلانا من الدَّهق وهو المَلْءُ من قوله تعالى {وكأسا دهاقا}
فلا يُصرف إذا سُمّي به لأنه فِعلانُ وأن يكون فِعْلالا من الدَّهْقَنَة وهي
الرياسة والإصلاح ومنه قالوا تدهقن إذ لا يجوز تفعلن لأنه وزن معدوم
فعلى هذا يصرف إذا سُمّي به ومنه العُربان في البيع يحتمل أن يكون
على وزن فُعلان من قولك أعرب عن حجته أي أفصح عنها لأن العُربان
إفصاح بصحة عقد البيع وأن يكون فُعلالا لقولهم عرْبَنْته إذا أعطيته العُربان
وكذلك البرهان وما أشبه هذا وكله محتمل مع وجود ما شرطه فكان نقضا عليه
[428]