كان من هذا النوع فوجدوا الهمزة مما عرف اشتقاقه زائدة إلا في ألفاظ شذت

وكذلك في الميم فلذلك قيل بزيادتهما قال سيبويه في أفعى وموسى

«الألف فيهما بمنزلة مرمى» قال «فإذا لم يكن ثبت فهي زائدة وإن لم

تشتق من الحرف شيئا تذهب فيه الزيادة» وكذلك قال في التسهيل

«وتترجح زيادة ما صدر من ياء أو همزة أو ميم على زيادة ما بعده من حرف

لين أو تضعيف» وكلامه هنا يفهِم خلاف هذا المنطوق فكان غير صحيح

والخامس أن الحكم إن كان يطرد له في الأسماء فلا يطرد له في

الأفعال فإن الأفعال لا تزاد في أولها الميم قياسا ولم يكثر في الكلام كثرة

توجب القول بالقياس بل لم يحكه الناس إلا نادرا قال ابن جني «والعم

أن الميم من خواص زيادة الأسماء ولا تزاد في الأفعال إلا شاذا نحو

تمسكن الرجل وتمدرع من المدرعة وتمندل من المنديل وتمنطق من

المنطقة وتمسلم الرجل إذا كان يدعى زيدا أو غيره ثم صار يدعى مسلما

وحكى ابن الأعرابي عن أبي زياد فلان يتمولى علينا فهذا كله تمفعل»

وهذا يعد من زيادة الميم حشوا لا أولا ومن ذلك عده بعضهم وهو صحيح؛

إذ لم يسمع فيه مفعل مجردا من التاء قال ابن جني «وقالوا مرحبك الله

ومسهلك وقالو مخزق الرجل وضعفها ابن كيسان وهذا كله مفعل» قال

«ولا يقاس على هذا إلا أن يشذ الحرف فتضمه إليه» هذا ما حكى قالوا

[395]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015