نظير ومثال ذلك في الواو قولهم غوغاء وضوضاء هذه الواو تحتمل أن
تكون أصلية وتحتمل أن تكون زائدة فالذي يدل على الأصالة أنا إذا
ادعينا زيادتها فيكون وزنها فوعالا وهو قليل كتوراب مع الخروج عن باب
القمقام والصلصال إذا ادعينا أصالة الواو على أن تكون مضاعفة وأيضا
تكون الكلمة من باب ددن وهو نادر والذي يدل على زيادتها أنها لو كانت
أصلية لكان وزن الكلمة إم فعلاء وإما فعلال فأما فعلاء فلا يجوز لأن
الهمزة كانت تكون للإلحاق وليس له ما يلحق به لأن المضاعف لا يلحق به
لاعتزامهم كون هذه النبية مختصة بالمضاعف وفعلال - غير مضاعف - لا
يوجد منه إلا الخزعال والقسطال وكلاهما فيه مقال وأما فعلال فلا ينبغي
أن يحمل عليه لأنهم قالوا غوغاء وضوضاء فمنعوا الصرف ولا يمكن أن
تكون الهمزة إلا للتأنيث فهو إذًا إذا لم يصرف ثلاثي والأصل اتحاد المواد
ما أمكن كما ثبت في الأصول فالأصل أن يدعى أنهما على سواء وأن
الهمزة ليست بأصلية بل زائدة كما كانت زائدة في نظيره فإذا ثبت هذا
التعارض في أمثال هذه المسائل بقيت الواو والياء فيها على احتمال الأصالة والزيادة فلا يصح الحكم عليها بالزيادة البتة ما لم تتحقق أصالة ما سواهما وقد تقدم هذا المعنى في الألف ولا فرق بينها وبين الواو والياء في هذا ولا يقال إن ما أوردته من المسائل ليس من باب المحتمل لأن سيبويه وغيره
[376]