وللكوفيين والزجاج أن يقولوا إن الأصل اتحاد المواد في مثل هذا حتى
يدل دليل على خلاف ذلك وهو الباب الأوسع والمنقول الأكثر ولا يبلغ باب
سبط وسبطر مبلغه إذ هو حروف معدودة وإن كثرت يحصر أكثرها أهل
اللغة والتصريف بخلاف الباب الآخر فإنه غير منحصر وإذا كان كذلك فقد
شملة قانون الزيادة المتقدم الذكر فيكون القول بخلافه خرقا لذلك القانون
وما ردوا به من انعدام تكرير الفاء وحدها فليس كذلك فقد حكى أبو الحسن
عن الخليل أن هركولة هفعولة لأنها التي تركل في مشيتها قال ابن جني
«وسمعت بعض عقيل يقول في هركولة هرّكلة فإن كان هذا ثبتا عندهم
فقياس قول الخليل أن تكون هرّكلة هفّعلة فتكون الفاء هنا مضاعفة فيضاف
هذا الحرف إلى مرمريس» قال «ويجب على قياس هذا القول أن يكون
قول الراجز
باتت بليل ساهد وقد سهد ... هلقم يأكل أطراف النجد
وزنه هفعل لأنه من اللقم» ثم ذكر أنه لا يرى بأسا بقول الخليل
وأبي الحسن من زيادة الهاء فقد ثبت إذًا تضعيف الفاء وحدها من كلام
العرب وإن سلم أنها لم تزد وحدها فتكرير العين مع تكريرها مونس بوجوده
وإن سلمنا فلا ينكر أن يأتي في المضاعف ما لا يأتي في غير المضاعف وذلك
[345]