والجواب أن وزن المعل عندهم يكون على وجهين

أحدهما أن يكون على أصله وهذا هو المقصود الأول في الأوزان ألا

تراهم يقولون وزن قام فعل وأصله قوم إلا أن الواو انقلبت ألفا لتحركها

وانفتاح ما قبلها فيبينون في الوزن الأصل وما اتفق للموزون حتى خرج في

الظاهر عن ذلك الوزن وكذلك ما كان من نحو علم وكتف وعضد وعضد بناء

على اعتبار الأصل إذ الأمثلة لا بد أن ترد إلى اصلها ليتبين أن ظاهر لفظ

الموزون ليس هو المعتبر في وزنه ولا هو الثابت في مثله فهذا من جملة فوائد

الأوزان إذ هي عندهم محصورة يعد الخارج عنها خارجا عن كلام العرب

وقد ثبت في نحو كتف وعضد أن أصله التحريك فلا بد من رجوعه في

الوزن إلى أصله وكذلك ثبت في قام أنه فعل وفي استقام

استفعل إذ لا يوجد في الأفعال ما هو على وزن فعل مسكن العين ولا

على وزن استعل بفتح الفاء وإسكان العين إلا مغيرا فردوا ذلك وما كان

نحوه في الوزن إلى أصله وإذا رجع إلى أصله وتبين أن تلك الأشياء في

الحقيقة على غير ظاهر لفظها صح فيها مقابلة الساكن بالساكن والمتحرك

بالمتحرك وصح ما أطلقه الناظم في ذلك وكذلك حكم المساواة في نوع

الحركة لأن اغزي أصله اغزوي وقيل اختير أصله قول واختير

فقد استويا مع الموزون به في نوع الحركة وهكذا شأن المحذوف منه كيد ودم

وقاض ونحوها لا بد ردها إلى أصلها في الوزن

[329]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015