فإن ذلك خارج عما ذكر هنا عرض له هنا الاضطرار إلى بيان الحرف
الزائد من الحرف الأصلي فذكر أن الحرف الذي تضمنته الكلمة على
قسمين
أحدهما أن يلزم الكلمة بحيث لا ينفك عنها في جميع تصاريفها بل
يكون في الكلمة كيف وجدت وعلى أي وجه تصرفت لا يفارقها فهذا الحرف
هو الأصل أي الذي انبنت الكلمة في الأصل منه وهو ظاهر من حيث لم
يكن عارضا في الكلمة
والثاني ألا يلزم الكلمة بل يكون في بعض تصاريفها تارة ويفارقها
تارة في بعض التصاريف فليست الكلمة مبنية عليه في الأصل فهذا هو
الزائد أي الذي أتي به زيادة على الكلمة بعد أن استقلت بدلالتها على
معناها وذلك أن النحويين استقرءوا كلام العرب فوجدوا ألفاظا كثيرة
يجمعها معنى واحد ولفظ واحد لكن يختص كل لفظ من تلك الألفاظ بأمور لا
تكون في غيره ويفرقون بين تلك الألفاظ لأجل تلك الاختصاصات تارة
بالحركات فقط نحو فرح وفرح وفرح فالأول يدل على معنى الفرح
منسوبا إلى فاعل في الزمان الماضي والثاني يدل على ذلك المعنى منسوبا
إلى محله الذي طهر فيه ومثل هذه النسب كثيرة جدا في اللغة
والثالث يدل على معنى الفرح مجردا من تلك النسب وتلك الاختصاصات
وتارة يفرقون بين تلك الاختصاصات بزيادة حروف كقولك ضرب وضارب
[305]