ينبه على قلة فُعِل كما لم ينبه على قلة فِعِل إذ لم يأت منه إلا القليل النادر كما
مره* حتى إن سيبويه لم يحفظ منه إلا «إبِل» وإن كان الثاني فكان من
حقه أن ينبه أيضا على قلة فِعِل لأنه قليل ولم يثبت منه باتفاق إلا ما
أثبت سيبويه وما عدا ذلك فمتنازع فيه بين النحويين فمنهم من يثبته ومنه
من لا يثبته والذي ذر غيره من ذلك حِبِر وإطِل والحِبِك وجِلِخ وجِلِب
وفي الصفات بِلز وإبِد أم حِبِرة فقالوا هو غير معروف وأما إطل فإتباع
مختص بالضرورة والصواب فيه إطْل بالإسكان وأما الحبك فإنما
ثبت في قراءة غريبة عن الحسن وحده وأما جلخ جلب فهو اسم للُعبةٍ يلعبها
الصبيان وكأنها جارية مجرى الأصوات ليست من أصل الكلام وأما بِلِز
فإنما ذكره سيبويه بالتشديد بلزّ* هكذا فأنت ترى أكثرها مقولا فيه
مغموزا وإذا سُلِّم فالجميع نادر ولا يقوى على أن يكون فاشيا بمثل هذا
السماع وكذلك فُعِل وإذا كان كذلك فتفرقتُه بينهما في أن نبه على قلة فُعِل
ولم ينبه على قلة فِعِل لا وجه لها
فالجواب أن العلة في باب فِعِل معلومة كما هي أيضا معلومة في باب فُعِل لكن الناظم أشار في أحدهما إلى القلة دون الآخر لمعنى حَسَن
[271]