وقوله: وما لحروفها من أصالة وزيادة، أي: وما لحروف تلك الأبنية من
أصالة، يعني حيث تكون أصولا لا زوائد، وزيادة، يعني حيث تكون الزوائدُ
في تلك الأبنية، وأين تزاد؟ وما الذي يُزاد؟ وما الذي لا يُزاد؟
وقوله: وصحة وإعلال. يعني بالصحة إقرارَ الحرف على وضعه الأصلي
كالياء في بياض وأبيضَ، والواو في سواد وأسود وبالإعلال: تغييرَ الحرف عن
وضعه الأصلي كالواو في قام وأقام، وعاذ عياذا، والياء في أبان وموقن وبائع
ونحو ذلك.
وقوله: وشبه ذلك يعني كالقلب والحذف، نحو: لاثٍ في لائث، أينُق في
جمع ناقة. وحذف واو يَعِدُ، وتَعِدُ، ونَعِدُ، وعِدَةٍ وزِنَةٍ. وما أشبه ذلك.
فهذه هي أجزاء التصريف قد نبه عليها، ومعرفة ذلك كله هو علم
التصريف.
وللكلام في هذا التعريف مجال رحب، وليس هو المقصود ههنا، لأنه
لا يتعلق بلفظ الناظم، وإنما تعلق بكلامه منه تفسيرُ لفظ التصريف على
الجملة، فلأجل ذلك أتيتُ به.
ثم إنّ في لفظه لفظين، وهما الصَّرفُ في قوله: «مِنَ الصَّرْفِ بَرِي»،
والتصريف في قوله: «بِتَصْرِيفٍ حَرِيّْ»، والظاهر أنه أراد بهما واحدا، بل
لا شك في هذا. واللفظ المصطلح عليه إنما هو التصريفُ لا الصرفُ،
فاستعماله لفظَ الصرف تسامحٌ اعتبارا بأصل المعنى لأن «صَرَّف» الذي
مصدره التصريف مبالغة في «صَرَفَ» الذي مصدره الصرف، وإنما سُمِّي
[219]