كما أمالوا لأجلها الألف لأن الفتحة من الألف قال السيرافي الراء في باب
الإمالة حرف لا نظير له للتكرير الذي فيه ولاختصاصه بأحكام ينفرد بها منها
ما انفرد به في هذا الباب من إمالة ما قبله إذا كان مكسورا وقبله فتحة ومن
جواز الإمالة من أجله فيما تمنع حروف الاستعلاء من إمالته انتهى معنى
كلامه فالراء لها اختصاص بهذا المعنى وهو مما اختُصت به في هذا الباب
بخلاف غيرها من الحروف
والقيد الثالث كون الراء متطرفة أي في آخر الكلمة وهذا القيد
فيه شيئان أحدهما أنها إذا كانت متوسطة فلا تمال لأجلها وإن كانت
مكسورة فلو قلت هو مشترك أو مكترث أو محترف أو نحو ذلك لم
تمل الفتحة لأجل الراء وكذلك إن كانت أولا لأن المتطرف عندهم هو الذي
في آخر الكلمة فإذا قلت «عملت عملَ رباح» * لم تمل فتحة اللام على
مقتضى كلامه والثاني كون الراء متصلة مع ما قبلها في كلمة واحدة إذ
لا تكون الراء في آخر كلمة إلا ما قبلها من نفس تلك الكلمة فلو كانت منفصلة
نحو عمل رباح أو خبط رياش أو نحو ذلك فمقتضاه ألا تميل هذا ما
يحتمله الشرح ومثال ذلك قولك من البقر ومن الكبر ومن الصغر
ومن العبر ومن المُحاذَرِ ومن الأكبر والأصغر مثّل الناظم بقوله
«لِلْأَيْسَرِ» إلا أنه معترض من أربعة مواضع:
أحدها أن شرط الاتصال خطأ أعني اتصال الفتحة بالراء المكسورة فإن النحويين قد أجازوا الفصل بينهما بحرف ساكن أو
[207]