لأن الاشتراط الذي في المستعلي* ليس في الراء ولا الذي في الراء يكون في
المستعلي* فالحرف المستعلي* يكف إذا تأخر مطلقا انكسر انفتح أو انضم
والراء لا تكف إلا مضمومة أو مفتوحة وأيضا المستعلي* يكف متصلا بالألف
ومنفصلا بحرف أو حرفين على طريقة الناظم والراء لا تكف في اللغة
الفصيحة إلا متصلة فالكافر في موضع الرفع والكافرون وهذه المنابر
ممالة عند الأفصح من أهل الإمالة قالوا لبعد الراء من الألف وكذلك إذا
تقدم المستعلي* فإنه يكف متصلا بالألف ومنفصلا عنها كما سيذكر والراء لا
تكف إلا متصلة بالألف فنحو رواعد * روافد لا تكف فيه الراء أصلا إذ
ليست قوة الراء قوة المستعلي* لأنه غير مستعل وأيضا فإن قال «وَكَذَا
تَكُفُّ رَا» فأطلق القول بأن كفها على نحو كف المستعلي* فيقتضي أنهما في
الكف سواء وليس كذلك بل قد تتقدم الراء على الألف فلا تؤثر عند طائفة
من العرب ولو وضع المستعلي* في موضعها لأثر وذلك أن من العرب من
يميل نحو قولك رأيت عِفْرا وأراد أن يعقرها وأن يعقرا ورأيت
عسرا وإن كانت الراء مفتوحة فلم يعتبروها للكسرة التي قبلها كما أنهم
يميلون للياء أيضا فيقولون رأيت عيرا وديرا وسرت سيرا وما أشبه
[173]