الإمالة وبين ذلك بأن المميل في هذا النوع إنما قصده أن ينحو نحو الياء في

الأصل أو نحو الكسرة في قولك خفت فالمستعلي* لا يمنع من ذلك إذ لو

ظهرت الياء أو الكسرة لم يكن في ذلك محذور فكذلك إذا نحي نحوها

فالفرق بين الموضعين ظاهر

وقد ذهب ابن بابشاذ إلى أن حرف الاستعلاء يكف الإمالة للياء

المقدرة نحو قلى وطغى ونحو ذلك وما جاء من الإمالة في نحو {ما ودعك

ربك وما قلى} فلمناسبة رءوس الآي لا لأجل الياء وهذا كله خلاف ما

عليه كلام العرب ومذاهب النحويين فلا يلتفت إليه

ثم أدخل الراء في حكم حروف الاستعلاء فقال «وَكَذَا تَكُفُّ رَا»

يعني أن الراء تكف سبب الإمالة عن مقتضاه فيفتح لأجلها ما شأنه

الإمالة لكن على حكم المستعلي* من كف السبب الظاهر وهو المقتضي لإمالة

المناسبة لأنه قال «وَكَذَا تَكُفُّ رَا» يعني أنها تجري مجرى المستعلي فيما

تقدم والذي تقدم هو تأثيره في السبب الظاهر فكذلك الراء فتقول راشد

وراجل وراحل فلا تميل وكذلك تقول حمار، بدار*، وجهار* وما

أشبه ذلك فتفتح ولا تميل كما لا تميل قاعد وظاعن ولا غِلاظ وسِباق

[168]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015