هذه اللغة قليلة الاستعمال فلم يحفل بها وأيضا لما كان الحرف المدغم والمدغم

فيه يرتفع اللسان بهما ارتفاعةً واحدة ويعمل فيهما عملا واحدا شبها بالحرف

الواحد نحو مررت بمالك إذا جعلت الكاف ضمير المخاطب وبهذا وجهه

سيبويه فقد ينهض هذا عذرا عن الناظم

ثم إطلاقه القول بالإمالة هنا ولم يقيد بشيء يقتضي معنيين

أحدهما أنه يريد أن حكم الإمالة منسحب كان الكسر ظاهرا ملفوظا به

أو مقدرا فالظاهر ما تقدم التمثيل به والمقدر على وجهين مقدر لأجل

الإدغام ومقدر لأجل الوقف فالمقدر لأجل الإدغام نحو قولك هذا ماد

وهذا جاد وجواد ومواد وعاد وكال ومررت بكاف وما أشبه ذلك

فأصل هذه ماددٌ وجاددٌ وجوادِدُ وكذلك سائرها فالكسرة في الأصل

موجبة فلما أدغمت أميلت أيضا اعتبارا بأصلها هذا ما يعطي كلامه وأما

النقل في مثل هذا فالمشهور من كلام العرب الفتح لأن الكسرة قد زالت

والإمالة إنما سيقت لأجل تقريب صوت الألف من صوت الكسرة فإذا قد

ارتفع الموجب قال سيبويه «ومما لا تمال ألفه فاعل من المضاعف ومفاعل

وأشباههما لأن الحرف قبل الألف مفتوح والحرف الذي بعد الألف ساكن لا

كسرة فيه فليس هنا ما يميله» ثم أتى بالمثل ثم قال «فلا يميل يكره أن

[157]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015