قال شيخنا القاضي رحمه الله: جعل ذلك لغة للقرآن أدبا مع القرآن

أن يجعل ما نُقل فيه قراءة شاذة أو مخالفة لكلام العرب فكيف يجعل هذا الذي

تقدم ذكره - مع كثرته وأن أكثره من القرآن ومن المنقول عن الأئمة - نادرا؟ !

هذا خارج عن مقتضى طريقته كما تقدم وأيضا إن أجرينا طريقته هنا في

جعله لغة الطائيين جارية في الوصل على طريقة وقف غيرهم انفسح لنا

في ذلك مجال من السماع رَحْب وذلك أن قراءة من قرأ {نوله}

و{نُصلِهْ} و {يرضَهْ} وما أشبه ذلك ما قبلَ الهاء فيه سكان في الأصل

حُذف للجزم أو للوقف جارية على طريقة بعض العرب في ذلك إذ هذه**

الهاء فيها للعرب ثلاثة أوجه: التحريك باختلاس وبإشباع والتسكين

ولا شك أن التسكين أقلها فنحملها على إجراء الوصل مجرى الوقف ولا

يصادمنا في هذا التأويل تعليلهم بأن الهاء وقعت موقع ساكن محذوف فأسكنت كإسكانه كما لم يصادمه هو في لغة الطائيين ما علل به سيبويه من أنهم أبدلوا الألف واوا وياءً لخفاء الألف فأرادوا بيانها إذ كانت الألف خفية؛ فإن هذه التعليلات يصح أن يعلل بها إجراء الوصل مجرى الوقف إذ هو على خلاف القياس فيقال: لم أُجريَ الوصلُ مجرى الوقف في مسألة كذا؟ فيجاب بعلة يقتضيها الموضع على هذه الطريقة يجري* أيضا ما حكاه

[120]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015