وَرُبَّمَا أُعْطِيَ لَفْظُ الْوَصْلِ مَا ... لِلْوَقْفِ نَثْرًا، وَفَشَا مُنْتَظِمَا
يعني أن العرب قد تُجرِي الوصل مجرى الوقف فتعامل الكلمة في
الوصل بما تعاملها به لو وقفت عليه من إسكان آخر الكلمة أو تضعيفها أو غير
ذلك من الأحكام المختصة بالوقف لكن هذا قد يأتي في النثر كما قال وقد
يأتي في النظم وإتيانه في النثر قليل لأنه على خلاف الأصل وأكثره
ضرورة والضرورة إنما تختص بالشعر ولذلك أتى الناظم فيه بـ (ربما) المفيدة
للتقليل والندور وأما إتيانه في النظم فكثير لأن النظم محل الخروج عن
القياس ومحل ارتكاب الضرورات
وأما إجراء الوصل مجرى الوقف في النثر فمنه قراءة البزِّي
{وجئتك من سبأْ بنبأ يقين} بإسكان همزة {سبأ} إجراءً للوصل مجرى
الوقف هذا هو الظاهر في هذه القراءة وقد قيل مثل ذلك في قراءة من
قرأ {يؤدِّهْ إليك} و {نُولِّهْ ما تولى ونُصلِهْ جهنَّم} و {نؤتِهْ منها}
[116]