وقوله «حُذِفْ ... أَلِفُهَا» ظاهره أن الألف حذفت البتّة ولم تجئ ثابتةً
وهذا صحيح في المجرورة بحرف وإن جاء إثباتها ففي الضرورة نحو قول
حسان بن ثابت
على ما قام يَشْتُمنِي** لَئِيمٌ ... كخنْزِيرٍ تمرَّغَ في رَمادِ
فإن قيل لا ضرورة في هذا لأن حذفها لا يكسر الشعر وإذا كان
كذلك ثبت أنه اختيار على مذهب الناظم
فالجواب أن إثباته أكملُ في الوزن من حذفها وأيضا ليس معنى
الضرورة أنه يُضطر الشاعر حتى لا يمكنه أن يُعوَّضَ منه غيره مما لا ضرورة
فيه وإلا فما من ضرورة إلا ويمكن أن يعوّض منها لفظ آخر لا ضرورة فيه
لكن كان يكون فيه تضييق كثير وقد اعتمد الناظم في عربيّته على ذلك التوهم
وبيّنتُ بطلانه في «الأصول» ومرّ من ذلك طرف في هذا الشرح
وأما المجرورة باسمٍ فليس ذلك بلامزٍ فيها بل يجوزُ أن تقول: (مجيءَ ما
جئت؟ ) ومثلُ (ما أنت؟ ) نص على ذلك سيبويه إلا أنّ الأجود الحذفُ وهذا هو
العذرُ له في أن لم ينبه على ترك الحذف وإنما كان الحذفُ هنا غير لازم
ولازما في المجرور بحرف لأن الحرف لا يستقلّ بنفسه دون أن يتصل بغيره
[96]