«وَمَا فِي الِاسْتِفْهَامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ ... أَلِفُهَا» يعني أن ما الاستفهامية يحذف

ألفها إذا وقعت في الكلام مجرورةً وذلك أنها تقع تارة في موضع رفعٍ وتارة

في موضع نصب وتارة في موضع جر فمثال وقوعها في موضع** رفع

قولك (ما يُعجِبك؟ ) و (ما صُنعُك؟ ) فهي ههنا في موضع رفع على الابتداء

وخبرها ما بعدها. ومثال وقوعها في موضع نصب قولك (ما صَنَعتَ؟ ) و (ما

أخذت؟ ) فـ (ما) في موضع نصبٍ على المفعولية بالفعل الذي بعدها. ومثال وقوعها

في موضع جر قولك (لِمَ قمت؟ ) و (عمَّ تسأل؟ ) و (علام تبحث؟ ) وما أشبه ذلك

ومنه قوله تعالى {عمَّ يتساءلون}؟ {فلينظر الإنسان ممَّ خلق}؟

{لِمَ تقولون ما لا تفعلون}؟ {فيمَ أنت من ذكراها}؟ ومنه قولُ ربيعة

ابن مقروم الضبي

فدعَوا: نَزَالِ فكنتُ أولَ نازلٍ ... وعلامَ أركبُه إذا لم أنزلِ؟

وهذه المواضع كلها لا تُحذف ألف «ما» فيها إلا في موضع الجر

وهو قوله «إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ ... أَلِفُهَا» ولم يقيّد الجر هنا فهو مطلق في

الجر بالحرف نحو ما تقدم وفي الجر بالاسم نحو (مجيءَ مَ جئتَ؟ ) ومثل (مَ** أنت؟ ) ونحو ذلك

[94]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015