والثاني أن من العرب من يُبدل من الهمزة حرف لين من جنس حركتها

ويبقى ما قبلها ساكنا على حاله هكذا حكى سيبويه هذا الوجه

فيقول في الرفع (هذا الجرّ**) و (في الوَثْوْ) من الوثْيْ وفي النصب (رأيت الوثَا)

قال «الثاءُ ساكنة في الرفع والجر وهو في النصب بمنزلة القفا»

يعني أنه لا ضرورة تدعو لتحريك الثاء في حال الرفع والجر لأن الواو

والياء يصح أن يكون ما قبلهما ساكنا بخلاف الألف فإنه لا يكون ما قبلها

إلا مفتوحا قال: فهؤلاء قلبوها حرف لين حرصا على البيان فعلى هذا تقول

في البطء في الرفع: البُطْوْ وفي الجر: البُطْيْ وفي النصب: البُطا وكذلك

في الردء في الرفع: الرِّدْوْ وفي الجر: الرِّدْيْ وفي النصب: الرِّدَا فإذا

ثبت هذا فكلامُ الناظمِ في غاية التقصير

لكن قد يُجابُ عن الأول بأن نحو دُئِل ورُئِم لا يعتدّ به في إثبات بناءٍ

جديد في الأسماء والدليل على ذلك أن من لم ينقُلْ من العرب فرارًا من

فُعِل قد ظهر منه أنه لم يعتبر ما جاء من ذلك ومن هنا قال ابن الضائع:

وامتناعهم من النقل هنا دليلٌ على صحة مذهب سيبويه يعني في

[77]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015