ثم قال «أَوْ قِفْ رَائِمَ التَّحَرُّكِ» هذا هو الوجه الثاني وهو الروم
أتى باسم فاعله أي: قف حالة كونك دائما الحركة، أي: مشيرا لها إشارة
الروم، وأقام التحرك مقام الحركة لقرب معناهما والروم هو النطق ببعض
الحركة فلا بد من الصوت معها؛ لأن الحركة صوتٌ فلذلك كان الروم مما
يدركه الأعمى بخلاف الإشمام وإنما أتوا بالروم حرصا على بيان الحركة
وهو آكد من الإشمام في بيانها لأنه نطق ببعضها بخلاف الإشمام
وعلامته خط أما الحرف فتقول (هذا زيد ـ) و (مررت بخالد ـ) و (رأيت
الحارث ـ)
وإطلاق الناظم في هذا يدل على أن الروم يكون في الأحوال كلها من
الرفع والنصب والجر كما مر تمثيله لأنه صويت ضعيف بالحركات
الثلاث يتبع ذك الصويت الحرفَ الذي تقفُ عليه
وفي المسألة ثلاثةُ أقوال هذا أحدها وعليه سيبويه والجمهور
والثاني استثناءُ المنصوب وهو مذهب القراء أجمعين وذهب إليه
[51]