فالحاصل** أنّ** القيود المحتاج إلى ذكرها في جواز تلك التغيّرات لم
يذكر منها إلا أن لا يكون الآخر هاء التأنيث وأغفل ذكر البواقي كما رأيت
وكذلك فعل في التسهيل فلم يستثن فيه إلا ما استثنى هنا وعذره في ذلك
مقبول؛ إذ أكثر النحويين لا ينبهون** على هذه الأشياء ولا يشيرون إلى شيء
منها، وذكرُها ضروري.
ولنرجع إلى ما كنا بسبيله، فقوله « ... سَكِّنْهُ» هو أحد الأوجه الخمسة
في الوقف على المحرك أي قِفْ عليه بالسكون فتقول في (جاءني زيدٌ):
(جاءني زيدْ) وفي (قام الرجلُ): (قام الرجلْ) وما أشبه ذلك وإنما قدَّم السكون
لأنه الأصل في الوقف وذلك لأن الوقف موضع استراحة والابتداءُ شروع في
عمل وقد تقرر أن الابتداء إنما يكونُ بالحركة فضِدُّه الذي هو استراحة وفراغ
من العمل إنما يكون بضد الحركة وهو السكون. وأكثر العرب على الوقف
بالسكون على ما نقله السيرافي قالوا: ومن استعمل الروم والإشمام
والتضعيف والنقل فإنه على مذهب غيره في السكون إلا أنه زاد الفرق بين ما
يعرض سكونُه في الوقف وبين ما يلزمه السكونُ في الوصل والوقف على
مذهب العرب في التنبيه على الأصول.
وعلامة السكون في الخط خاءٌ فوق الحرف المسكن نحو (هذا زيد (خـ) **»
وهي مقتطعة من قولك (خفيف) لأن الروم والإشمام فيهما إشارة إلى
الحركة فليس الوقف بهما إسكانا خالصا.
[50]