والثاني ما قال ابن طاهر من أن ياءَ قاضي لو حُذفت في النداء في

الوصل لكان قولُ يونس هو الصحيح ولكنهم لا يقولون إلا يا قاضي

بإثبات الياء فصار بمنزلة «القاضي» فالجيدُ ثبوتها وكلٌّ قد حُذف منه

التنوين فقوِي قول الخليل عنده قال ابن خروف وهو ظاهر

ورجَّح سيبويه مذهبَ يونس بأن النداء موضع حذف فيحذف فيه ما لا

يحذف في غيره كالترخيم والتنوين وياء المتكلم فأن يُحذَف فيه ما يجوز

أن يحذف في غيره أولى وبسَط هذا ابن الضائع فقال: الصحيح قولُ يونس

لما تقدم من قوة الحذف والتغيير في النداء فقد اجتمع في هذا الموضع بابا

حذفٍ وهما النداء والوقف فقَوِيَ فيه الحذفُ؛ ألا ترى* أن ياء المتكلم في

غير النداء يجوز حذفها في الوقف وإن لم يجز حذفها في الوصل فكذلك

الوقف مع الوصل هنا في النداء

وقد أجاب ابن خروف عما رجَّح به سيبويه بأنّ حذف الترخيم وياء

الإضافة على قياس وليس حذفُ الياء من قاضِي في النداء بقياس وأما «يا

صاحِ» فشاذ لأنه محذوف يا الإضافة على لغة يا حارِ ثم رُخم

بعد ذلك ومثل هذا لا يرخّم فلا ينبغي القياس عليه

[33]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015