لخفاء الهاء ثم قال فإن قلت فلم لا تستدل بلحاق الألف للمؤنث أنّ الواو
والياء بحذاء الألف؟ قيل تكونُ الألفُ لاحقةً لتبين المؤنث من المذكر كما
لحقت في أعطيتكها لذلك وكما أن الشين في قول من قال أكرمتكش
كذلك فكما أن الكاف حرف مفرد وإنما لحقه ما لحقه ليتبين المؤنث من المذكر
كذلك يكون لحاق الألف الهاء للمؤنث إلا أن الهاء لزمها الألف في سائر
اللغات
واقتضى أيضا كلامه زيادة الواو بعد ميم الجميع وظاهر كلامهم
الأصالة ولم أر من نص على زيادتها فلعل الناظم رأى في ذلك خلافا
ولذلك وجه أيضا نحو مما تقدم ولا يعدّ خارقا للإجماع على تقدير عدم
الخلاف لأنه خلاف في تأويل كما مر
المسألة الثالثة أن الصلة إنما تُطلق على ما كان من حروف اللين تابعا
لمناسبة من الحركة وناشئا عنه وذلك الواو مع الضمة والألف مع الفتحة
والياء مع الكسرة وأيضا فلا بد من السكون فيها لأنها ناشئة عن الحركات
فمثل ضرَبهُو وضربها ومررت بِهي هو الذي شمل كلامه فيخرج له
عن ذلك بمقتضى لفظه هُوَ وهي فالواو والياء فيهما ليستا بصلة للهاء بل
هما من نفس الاسم ولا يخالف في هذا وليستا بناشئتين عن الحركات
لتحركه فالوقف على هُوَ أو هِيَ لا يذهب بالواو والياء بل تقول في الوقف
هُوْ وهِيْ بالسكون وهذا مفهومٌ من كلامه إذ قال واحذِفْ صلة كذا كأنه
[22]