قراءان, ووضاءان, وإنما لم تقلب هذه (الهمزة) لقوتها بالأصالة, وعدم انقلابها عن غيرها, لأن التغيير يأنس بالتغيير, فلما كانت أصلاً لم يلحقها تغيير تحصنت بذلك عن القلب, وهذا هو الأشهر فيها, والذى عليه كلام العرب.
ثم قال: "وما شذ على نقل قصر" يعني أن ما شذ وخرج عما تقدم ذكره في كيفية التثنية مقصور على النقل, وموقوف على محله لا يقاس عليه, لقلته وندوره.
وتنبيهه على الشذوذ ليس بمقصور على تثنية الممدود فقط, بل هو عام في جميع الأقسام, ما ذكره نصًا, وما ترك ذكره للعلم به, فلابد إذاً من ذكر بعض ما نقل في الأقسام الأربعة التى للمثنى, ليحصل به شرح ما أجمله الناظم في هذا الكلام.
فأما الصحيح الآخر: والجاري مجراه فمما شذ منه قولهم في (ألية) أليان, وفي (خصية): خصيان, إذ كان الحق على مقتضى القاعدة لحاق العلامتين من غير حذف شيء, لكنهم شذوا فحذفوا هاء التأنيث, وكان الأصل: أليتان, وخصيتان, قال الراجز:
ترتج ألياه إرتجاج الوطب
وقال الآخر:
كأن خصييه من التدلدل ... ظرف عجوز فيه ثنيا حنظل