منتين، كما قلت: أيتين، إلا أن النون مجزومة، وإنما سكنت لأن أصلها كذلك، فـ (منه) أصلها منت، ساكنة النون، كبنت، وهنت، لكن لما أرادوا الوقوف عليها حركوا ما قبلها، فإذا صاروا بها إلى الوصل صيرت كما كانت في الأصل.
والوجه الثاني: فتح النون، فتقول: منتان، ومنتين. وعلى ذلك نبه بقوله: "والفتح نزر" أي قليل، وقد حكى ذلك في "التسهيل" أيضًا.
والحالة الخامسة: حالة جمع المؤنث، وذلك قوله: "وصل التاء والألف بمن بإثرذا بنسوة كلف".
يريد أن حكم حكاية جمع المؤنث بـ (من) أن تصل بها ألفًا وتاء، فإذا قال: (هذا بنسوة كلف) قلت: منات، وكذلك إذا قال: هؤلاء نسوة، ورأيت نسوًة، اللفظ واحد لا يختلف بحسب اختلاف الإعراب، إجراء له مجرى (أيات) في جمع المؤنث، والتاء مسكنة لأنه موقوف.
والكلف: الولوع بالشيء، كلفت به: كلفًا، والصفة منه كلف.
والحالة السادسة: حاله جمع المذكر، وذلك قوله: "وقل منون ومنين مسكنًا" إلى آخره.
يعني أنك إذا حكيت المجموع تلحق الأداة التي بها الحكاية، وهي (من) واوًا ونونًا في الرفع، وياءً ونونًا في النصب والجر، وتسكن النون، وذلك قوله: "مسكنًا" لأنه حالة وقف، فتقول لمن قال: (جاء قوم): منون، ولمن قال: (جئت