ولما يعين هنا للمذكر محلا، ؟ وللمؤنث محلا، ولم يذكر علامة ولا تركها دل على أن (المائة، والألف) كذلك يكونان للمذكر والمؤنث معا، فتقول: مائة امرأة، وألف امرأة، ونو ذلك، وهو صحيح.
ونبه بكونه يجربا لإضافة على أن ذلك هو الباب فيها، وما جاء على غير ذلك فنادر، نحو قول الربيع بن ضبع:
/* إذا عاش الفتى مائتين عاما* البيت
ثم ذكر أن (المائة) قد يأتي تمييزها بجمع لكن قليلا، وذلك قوله: "ومائة بالجمع نزرا قد ردف".
يعني أن (مائة) جاءت مردفة بالجمع تمييزا قليلا. ومن ذلك قوله تعالى: } ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} بإضافة (مائة) إلى (سنين) وهي قراءة حمزة والكسائي.
(مائة) مرفوع بالابتداء، خبره (قد ردف) أي قد تبع بالجمع. ولعل قائلا يقول: إن قوله: "ومائة بالجمع نزرا قد ردف" لم يعين فيه جرا ولا نصبا، فمن أين يعلم أنه قصد جمعا مضافا؟
فالجواب: أنه وصف المميز أولا بوصفين، وهما الإفراد والإضافة، ثم استدرك على وصف الإفراد شيئا، فبقي الوصف الآخر على وضعه، وهو الإضافة، فلا يمكن أن يريد غيره.
وإنما كان (مائة، وألف) مضافين إلى مفرد، فخالفا (عشرا) وبابه